ما الذي يميز الشاي الأسود عن غيره من أنواع الشاي الأخرى؟ وما الفوائد الصحية الخاصة به؟ وما الجرعة المسموح بتناوله منه يوميًا؟
لطالما استمتع الناس بشرب الشاي، إذ يعد ثاني أكثر المشروبات استهلاكًا على مستوى العالم بعد الماء مباشرةً، وبينما توفر جميع أنواع الشاي فوائد مختلفة، إلا أن العلماء ما زالوا يبحثون عن الفوائد الصحية للشاي الأسود بالتحديد.
إليك ما يجب أن تعرفه عن الشاي الأسود ومميزاته الفريدة:
ما الذي يميز الشاي الأسود؟
يتميز الشاي بمختلف أنواعه بأنه مصنوع بشكل أساسي من أوراق نبات الكاميليا الصينية ، وأهم أنواعه: الشاي الأخضر، وشاي الأولونغ (Oolong tea)، والشاي الأبيض، بالإضافة إلى الشاي الأسود الذي يُعد النوع الأكثر شعبيةً في جميع أنحاء العالم، إذ تختلف أنواع الشاي عن بعضها البعض بشكل أساسي حسب الطريقة التي تتم معالجتها بها.
ما يميز الشاي الأسود عن غيره من الأنواع الأخرى أن أوراقه تخضع لعملية أكسدة كاملة، إذ تتعرّض خلالها الخلايا الموجودة في الأوراق للأكسجين؛ وتتم أكسدتها بشكل كلي، أما بالنسبة للأنواع الأخرى من الشاي، فالشاي الأخضر لا يخضع للأكسدة والشاي الأبيض أو شاي الأولونغ تتم أكسدتهما ولكن بشكل جزئي.
المميز أنّ هذا الاختلاف يمنح الشاي الأسود فوائد صحية فريدة مختلفة عن الفوائد التي تقدمها أنواع الشاي الأخرى.
ما فوائد شرب الشاي الأسود؟
تكمن معظم الفوائد الصحية لأنواع الشاي المختلفة في مضادات الأكسدة التي تحتويها، خاصةً مركبات البوليفينول، فهي تساعد على وقاية الجسم من الإصابة بالأمراض المزمنة.
لكن الشاي الأسود بالتحديد يحتوي على مجموعة مميزة من مركبات البوليفينول هذه، والتي تجعل منه نوعًا فريدًا وذا فوائد صحية مميزة بالمقارنة مع الأنواع الأخرى، وتُعرف هذه المجموعة باسم ثيفلافين (Theaflavins)، والتي يتم إنتاجها خلال عملية الأكسدة، وتُمثّل ما يقارب 3- 6% من البوليفينول في الشاي الأسود.
في العموم ننصحك باستخدام أوراق الشاي عند تحضيره بدلًا من أكياس الشاي، فهي تحتوي على معظم الفوائد الصحية الخاصة بالشاي الأسود.
أما بالنسبة للفوائد التي أظهرتها الأبحاث فيما يخص شرب الشاي الأسود، فيمكن تلخيصها في الآتي:
1- تعزيز صحة القلب
إن للشاي الأسود العديد من الفوائد الصحية المرتبطة بصحة القلب، إليك أهمها:
التقليل من مستويات الكوليسترول المرتفعة في الدم، وذلك لاحتوائه على مادة الثيفلافين.
التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب المختلفة بنسبة 8% تقريبًا، وهذا بفضل احتوائه على الفلافونويدات، وهي نفس مضادات الأكسدة الموجودة في النبيذ الأحمر، والشوكولاتة الداكنة، والمكسرات.
وجد أيضًا حسب بعض الدراسات العلمية أن شرب كوب واحد من الشاي يوميًا قد يساعد على خفض ضغط الدم، وتقليل خطر الإصابة بكل من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وخفض معدلات الوفاة نتيجة الإصابة بأمراض القلب المختلفة.
2- التقليل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
وُجد أن شرب الشاي الأسود يلعب دورًا في التقليل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ثاني أكبر سبب للوفاة على مستوى العالم، فوفقًا للدراسات العلمية تبين أن الأشخاص الذين يشربون كوبين من الشاي الأسود على الأقل يوميًا قد قلّ لديهم خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 16% تقريبًا، وذلك بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يشربون الشاي الأسود.
3- زيادة القدرة على التركيز
قد يكون للشاي الأسود دورٌ في تعزيز اليقظة والتركيز، وذلك بفضل احتوائه على مزيج مكوّن من الكافيين - والذي تقدر كميته بنصف الكمية الموجودة في القهوة- وحمض ل-اثيانين الأميني (L-theanine)، إذ تبيّنت فاعلية هذا المزيج في إنتاج طاقة أكثر استمرارية وثباتاً للجسم، مقارنة بالكافيين وحده الذي يعطي دفعة سريعة ولكن أقل ثباتاً في الجسم.
وبناءً على إحدى الدراسات الصغيرة نسبيًا، ظهر أن الأشخاص الذين يحرصون على شرب الشاي الأسود قد يكون لديهم ذاكرة وقدرة على أداء الوظائف بشكل أفضل بالمقارنة مع شرب الماء.
4- خفض مستوى السكر في الدم
يمكن أن يساعد شرب الشاي الأسود غير المحلى على خفض نسبة السكر في الدم، وتحسين قدرة الجسم على تنظيم مستوياته.
حيث أظهرت الأبحاث العلمية أن الشاي الأسود يحسن مستويات السكر في الدم عند الأشخاص الأصحاء أو الذين يعانون من مرحلة ما قبل السكري (Pre-diabetics)، وهذا عند شربه بعد تناول الطعام مباشرةً.
5- التقليل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان
أوضحت الدراسات والأبحاث العديدة التي أجراها الباحثون على مرّ السنين أنّ مادة البوليفينول الموجودة في الشاي بأنواعه تساعد إلى حدٍ كبير في محاربة بعض الأنواع المحددة من السرطان، ففي إحدى الدراسات وُجد أنّ الشاي الأسود يساعد الوقاية من سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي.
وقد خلصت إحدى المراجعات القائمة على 64 دراسة أن الشاي بمختلف أنواعه قد يكون له دور في الوقاية من بعض السرطانات الأخرى، من أهمها:
سرطان الفم.
سرطان الثدي.
سرطان الرئة.
سرطانات الجهاز التناسلي الأنثوي أو الأورام النسائية.
سرطان الغدة الدرقية.
ولكننا بحاجةٍ للمزيد من الأبحاث لتأكيد من فعالية الشاي في الحالات سابقة الذكر.
أضرار الشاي الأسود
يعد شرب الشاي باعتدال عادة صحية آمنة، إلا أن تناول ما يزيد عن 4 كؤوس، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مثل:
تقليل امتصاص الحديد؛ إذ يحتوي الشاي على مركبات التانينات التي ترتبط بالحديد الموجود في الطعام المتناول.
المعاناة من القلق والتوتر؛ ويعود ذلك لاحتواء الشاي على الكافيين، ويعد الشاي الأسود أكثر الأنواع احتواءً عليه، ولتجنب ذلك يمكن استبدال الشاي بشاي الأعشاب أو تقليل كمية الشاي المتناول في اليوم.
الأرق ومشاكل النوم؛ إذ يقلل الكافيين من إنتاج هرمون الميلاتونين، وهو هرمون يحفز الجسم على النوم؛ وبالتالي يؤدي إلى المعاناة من بعض المشاكل المرتبطة بالنوم مثل الإرهاق، وقلة التركيز.
المعاناة من آلام في المعدة.
المعاناة من حرقة المعدة أو زيادة أعراض ارتجاع المرئ؛ وذلك لإرخاء الكافيين الصمام الفاصل بين المريء والمعدة، بالإضافة إلى زيادة إنتاجه الحامض المعدي.
مضاعفات للمرأة الحامل مثل الإجهاض أو قلة وزن الطفل المولود، ومن الجدير بالذكر وجوب عدم تناول الحامل لشاي الأعشاب؛ لاحتوائه على أعشاب يمكن أن تسبب الإجهاض أو الولادة المبكرة مثل عرق السوس.
المعاناة من الصداع، وينصح بتقليل كمية الشاي المتناولة، أو التوقف عن تناوله إلى أن تتحسن الأعراض.
الشعور بالدوار أو الدوخة، ولكنه يعد من الأعراض الجانبية الأقل حدوثاً.
الكمية المسموح بها من الشاي
يفضل عدم تجاوز تناول الكافيين بمقدار يتراوح من 200 إلى 300 مللي جرام أي ما يعادل تقريباً من 2 إلى 3 أكواب من الشاي.
تعليقات
إرسال تعليق
أكتب تعليقك أذا كان لديك أي تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهدة تعليقك